Wednesday, May 22, 2019

أصبحت غالبية الأراضي الزراعية في ولايتي "كوينزلاند" و"نيوساوث ويلز" قاحلة جرداء

هناك التقيت غاري نان، المسؤول عن معهد مالون، وهو عبارة عن مؤسسة بحثية وتعليمية تُعنى بأساليب الزراعة المستدامة التي تستهدف تجديد التربة. وأشار الرجل إلى نباتات العليق التي قطّعها فريقه، والتي أصبحت تسد الآن جانبا من بركة ماء موجودة هناك، وتساعد على ترشيح ما فيها من مياه.
ويتخذ المعهد - الذي يدعم أفكار أندروز - من مخزن للحبوب قريب من بركة أُطلِق عليها اسم هذا الرجل مقرا له، ويعكف على تدريس أسلوب الزراعة بطريقة التسلسل الطبيعي، للمزارعين والعلماء وطلاب الجامعات.
ويتعاون ذلك المعهد مع جامعات أسترالية لمراقبة وضع المياه على طول الجدول المائي الموجود في هذه المنطقة. ويقول رئيسه إنه تبين
وفي الوقت الراهن، يعمل فريق الخبراء الذي يقوده نان في منطقة أخرى من الجدول، تمتد على طول 43 كيلومترا إضافية منه وتمر عبر 20 ألف هكتار من الأراضي الزراعية. ويسعى الفريق لتكوين سياج من الأعشاب المُرشِّحة للمياه عبر الجدول، مثل جدار السد. ويتشكل هذا السياج من أحجار، توضع في الشقوق الموجودة بينها أعشاب شجر العليق المُقطّعة، لترشيح المياه المتدفقة وإبطاء وتيرة تدفقها.
وللدلالة على نجاح هذا الأسلوب، عادت مياه الجدول لتجري الآن من جديد بمناسيبها المعتادة، بالرغم من قلة الأمطار التي تهطل على هذه المنطقة. كما أن اللون الأخضر عاد ليكسو الأراضي، التي كانت يوما ما قاحلة التربة ومتآكلة من الجفاف.
ويعود ذلك إلى فاعلية تلك الأسيجة التي تُستخدم فيها الأعشاب، إذ تسمح للتربة بامتصاص قدر أكبر من الرطوبة، ما يُمَكِّن النباتات من النمو على طول ضفتي الجدول.
ويقول نان في هذا الشأن: "تسحب الأعشاب الضارة الطاقة من المياه وتعيد ترطيب التربة".
ويقول نان إن العملية برمتها تشبه تخليق "قطع ضخمة من الإسفنج باستخدام الأعشاب الضارة".
ويضيف: "ما تعلمناه هو أنه لا يجب عليك أبدا التخلص من أعشاب ضارة، قبل أن نفهم الوظيفة التي كانت تؤديها. وجود الكثير منها يعني أن ثمة مشكلة تتعلق بخصوبة التربة. وإذا اقتلعتها سيتعين عليك أن تضع محلها نوعا آخر من النبات".
ومن هذا المنطلق، يمكن أن يتمثل الحل الأفضل في تقطيع تلك الأعشاب، ووضعها عبر مياه جدول، كذاك الموجود قرب معهد مالون.
وحسبما يقول نان، فإن هذا الأسلوب يجعل النباتات الأسترالية المستوطنة تنمو من جديد، وهو ما حدث بالفعل لبعضها التي بدأت في النمو على طول ذلك الجدول المائي.

امتصاص الكربون

ومن مواطن الجمال في الأعشاب الضارة أنها تعمل على امتصاص الكربون، إذ أنها تقوم باستخلاصه من الهواء وتخزنّه في صورة أخرى، ما يعني أنها قد تساعد على الحد من ظاهرة التغير المناخي.
وتقول كريستا أندرسون، باحثة في مجال المناخ من الولايات المتحدة، إن "بوسع الغابات والمحيطات والتربة بأنواعها المختلفة امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الهواء وتخزينه"، مشيرة إلى أن القدر الذي يمكن امتصاصه من هذا الغاز في أي نظام بيئي يعتمد على مكان وجود ثاني أكسيد الكربون فيه وكيف يتم التعامل معه.
وتوضح أن الغابات تتحلى بقدرة أكبر على تخزين الكربون، ما يجعل بمقدورها المساعدة على تقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغيره من الغازات الدفيئة.
وتقول أندرسون إن هناك الكثير من أساليب الزراعة، التي يمكن أن تزيد من إمكانية تخزين قدر أكبر من الكربون، مضيفة أن هناك "حاجة لإزالة الكربون من الهواء، من خلال تحسين مسألة إدارة الغابات وحماية الأهوار والأراضي والأعشاب البحرية، وكذلك تحسين طرق الزراعة لدينا".
وفي الوقت الحاضر، يتساءل العلماء عما إذا كان بمقدور مشروعات صغيرة، مثل ذاك الموجود على طول جدول "مالون" المائي، أن تتحول إلى "بئر لامتصاص الكربون" من أجل إعادة الموائل الطبيعية إلى حالتها الأصلية، حال استخدام عدد كافٍ من المزارعين الموجودين فيها طريقة الزراعة بالتسلسل الطبيع للعلماء أن الزراعة بطريقة التسلسل الطبيعي، زادت تدفق المياه ورفعت منسوبها.

Monday, May 20, 2019

"أبو الأتراك" الذي تحيي تركيا ذكراه

تحتفل تركيا في التاسع عشر من مايو / أيار بعيد الرياضة والشباب وإحياء ذكرى أتاتورك، إذ يوافق هذا اليوم بدء "حرب الاستقلال" التي قادها لتوحيد البلاد وإعلان الجمهورية.
وخاطب أردوغان المحتفلين وقال: "مثلما بدأ المناضل مصطفى كمال، نضاله في 19 مايو، مؤمنا بالحق (الله) والشعب فقط دون أن يلتفت لأولئك الذين خضعوا للاحتلال وكانوا يرون الخلاص في الانتداب، فإننا نسير اليوم على خطاه".
ولد مصطفى عام 1881 في منطقة سالونيكا باليونان (أصبحت الآن ثيسالونيكي)، وكانت منطقة تابعة للدولة العثمانية.
وكان أبوه - علي رضا - ضابطا برتبة ملازم في إحدى الميليشيات المحلية أثناء الحرب بين روسيا والدولة العثمانية عام 1877. ويُروى أن علي رضا علّق سيفه فوق مهد مصطفى يوم مولده، واهبا إياه للخدمة العسكرية.
ولم يشهد الأب تحقق حلمه وانضمام ابنه للعسكرية، إذ توفي ومصطفى بعمر السابعة. لكن مصطفى دائما ما شعر أن والده هو من "وضعه على أول طريق الحداثة"، إذ أصر على إلحاقه بالمدارس العلمانية الجديدة، وليس المدارس الدينية.
وفي المرحلة الثانوية، تقدم مصطفى لاختبارات المدارس العسكرية واجتازها. وهناك اكتسب اسم "كمال" الذي أطلقه عليه مدرس الرياضيات بسبب تفوقه، فأصبح يُعرف باسم "مصطفى كمال".
واكتسب اسم "أتاتورك" لاحقا بعد وصوله إلى الحكم، ويعني "أبو الأتراك".
وكان أتاتورك صارما في مواجهة أي حراك احتجاجي ضد سياساته، وقمع كل أشكال المعارضة. ولعل أبرز أشكال هذا القمع كان ضد ثورة الأكراد، التي خرجت في فبراير/شباط 1925، احتجاجا على سياساته المخالفة للإسلام. وأُخمد الحراك خلال شهرين، وانتهى بإعدام قائده.
ولم تكن حياة أتاتورك الشخصية بنفس ثراء حياته السياسية والعامة. وتزوج مرة واحدة من لطيفة هانم عام 1923، وهي امرأة متعلمة ومنفتحة على الأفكار الغربية التي دعا إليها. لكن الزواج لم يدم أكثر من عامين، عاش بعدهما أتاتورك وحيدا حتى وفاته إثر إصابته بتليف الكبد، في العاشر من نوفمبر/تشرين الثاني 1938.
وتُعرض كل متعلقات أتاتورك في ضريح ضخم في أنقرة، حيث دفن بين حفن من تراب جُمعت من جميع أنحاء تركيا.
والتحق بكلية الحرب في اسطنبول عام 1899، وهناك خاض أولى تجاربه السياسية، إذ انضم للحراك المناهض لحكم السلطان عبد الحميد الثاني.
وأنهى مصطفى كمال تعليمه العسكري عام 1905، متخرجا برتبة نقيب. وانضم إلى عدد من الوحدات العسكرية في دمشق واليونان، وأبرزها حرب البلقان عامي 1912 و1913.
وانضم أتاتورك إلى جمعية الاتحاد والترقي، التي كانت على صلة بحركة الأتراك الجدد التي أسقطت الخلافة العثمانية وعزلت السلطان عبد الحميد الثاني عام 1909.
وفي مايو/أيار 1919، دشن أتاتورك حراكا ثوريا في الأناضول، احتجاجا على اتفاق سلام فرضه الحلفاء في الحرب العالمية الأولى على البلاد. وعُرف هذا الحراك لاحقا بحرب الاستقلال التي انتهت بالانتصار على اليونان، وإعادة النظر في الاتفاقية التي عُرفت لاحقا بـ"اتفاقية لوزان".
وبدأت نواة حكم أتاتورك في أنقرة، حيث أسس حكومة إقليمية عام 1921. ثم أُسقطت الخلافة في العام التالي، وأُعلنت الجمهورية التركية في أكتوبر/تشرين الأول 1923، وأتاتورك رئيسا لها، وعاصمتها أنقرة.
وأسس أتاتورك حزب الشعب الجمهوري، الذي هيمن على المشهد السياسي في البلاد حتى عام 1945. كما دشن سلسلة من الإجراءات التي صنعت تركيا التي نعرفها اليوم.
وقام حكم أتاتورك على ستة محاور، عُرفت في مجملها بـ "الكمالية"، وهي التي يقوم عليها الحزب حتى الآن.
وألغي أتاتورك العمل بالشريعة الإسلامية، فأغلق المدارس الإسلامية وحولها إلى مدارس علمانية، وألغى المحاكم الشرعية.
كما أبطل العمل بالشريعة الإسلامية في القانون عام 1926، وحلت بدلا منها مجموعة من القوانين الأوروبية، مثل القانون المدني السويسري، وقانون العقوبات الإيطالي، وقانون التجارة الألماني.
كذلك أمر بمنع تعدد الزوجات، واستبدال عقود الزواج المدنية بالزواج الشرعي. ثم في ديسمبر/كانون الأول 1934، منح النساء حق التصويت والترشح في البرلمان.
وحرص أتاتورك على أن يكون مظهر الأتراك غربيا مثل القوانين التي استقدمها، فمنع ارتداء الطربوش والجلباب الذي يرتديه رجال الدين. وتبنى بدلا منه الزي الغربي للرجال والنساء. وازدهرت صناعة القبعات الأوروبية في البلاد كبديل للطرابيش.
ثم في نوفمبر/تشرين الثاني 1928، أبطل كتابة اللغة التركية بالحروف العربية. وحلت محلها الحروف اللاتينية في الكتابة، لتصبح بالشكل الذي نراه اليوم. وجاء هذا التغيير مقرونا بحملة لتعليم الشعب الأبجدية الجديدة، والتي روج لها أتاتورك آنذاك على أنها حراك لمحو الأمي.

Monday, May 13, 2019

مانشستر سيتي يحتفظ بلقب الدوري الإنجليزي وليفربول في المركز الثاني

احتفظ فريق مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بعد فوزه على مضيفه برايتون 4-1.
ورفع الفوز رصيد سيتي من النقاط إلى 98، بفارق نقطة واحدة عن ليفربول الذي فاز أيضا في آخر مبارياته بالموسم على ضيفه ولفرهامبتون بهدفين مقابل صفر.
وتقدم برايتون بهدف سجله جلين موراي في الدقيقة 27، لكن نجم مانشستر سيتي سيرغيو أغويرو رد بهدف خلال دقيقة واحدة.
واستمر أشبال بيب غوارديولا في الضغط على برايتون، ليسجل ايمريك لابورت الهدف الثاني في الدقيقة الـ38، ورياض محرز في الدقيقة 63، وإيلكاي غوندوغان في الدقيقة 72.
وبذلك يصبح مانشستر سيتي أول فريق بالدوري الإنجليزي الممتاز يفوز باللقب مرتين متتاليتين خلال العقد الأخير.
وقال غوارديولا لـ"سكاي سبورتس": "هذه أصعب بطولة نفوز بها في مشواري المهني". وأشار إلى أنه للفوز بهذا اللقب كان يتعين على مانشستر سيتي الفوز بـ14 مباراة على التوالي.
وفي مباراة ليفربول وولفرهامبتون، سجل ساديو ماني هدفين لأصحاب الأرض في الدقيقة 17 والدقيقة 81.
وكان ليفربول، الذي لم يخسر سوى مباراة واحدة في البطولة، يطمح في الفوز بلقب الدوري لأول مرة منذ عام 1990، لكن فوز مانشستر سيتي العريض في اليوم الأخير من البطولة بدد آماله.
وتساوى ماني مع نجم الفريق محمد صلاح في عدد الأهداف خلال البطولة، إذ سجل كل منهما 22 هدفا.
وتقاسم اللاعبان مع مهاجم الأرسنال بيير-إيميريك أوباميانغ جائزة "الحذاء الذهبي" بالبطولة، إذ سجل الأخير هدفين في مباراة فريقه مع بيرنلي ليرتفع رصيده إلى 22 هدفا.
البداية من صحيفة التايمز التي نشرت تقريرا تحليلياً لريتشارد سبنسر يتناول فيه خطط الولايات المتحدة لمواجهة إيران عسكريا.
وقال كاتب التقرير إن الخطة التي ستتبعها الولايات المتحدة لشن حربها على إيران مختلفة تماما عما تخطط له طهران.
وأضاف أن الأجهزة الأمنية التابعة لكلا البلدين مدركة لهذا الأمر، إلا أن هناك اختلافا بين تفكير الأجهزة الأمنية والساسة، وهنا يكمن الخطر.
وأردف أن الولايات المتحدة تؤمن بالقوة العسكرية الساحقة، وهذا يمكن لمسه بنشرها أساطيل حاملات طائراتها في أرجاء العالم، مضيفاً أن التحضيرات العسكرية الإيرانية مختلفة.
وتابع بالقول إن ثمة اجتماعاً مهماً جرى في بيروت مؤخراً جمع بين قائد فيلق القدس التابع الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني والقيادي في حركة الجهاد الإسلامي زياد نخلة.
وأردف أن طهران لطالما كانت الداعم الأكبر لحماس التي تسيطر على قطاع غزة، إلا أن الاثنين كانتا في اتجاهين مختلفين في التعامل مع الحرب في سوريا.
وأشار إلى أن ما حدث الأسبوع الماضيـ في قطاع غزة الذي تعرضت لضربات مكثفة من الجيش الإسرائيلي، يؤكد أن طهران ليس لديها نية بضرب الأهداف الأمريكية بشكل مباشر، لأن ذلك سيكون بمثابة انتحار، إلا أنها تستطيع استفزاز إسرائيل وجرها لمثل هذه الإجراءات المتطرفة ضد جيرانها.
ويرى كاتب التقرير أنه من غير المرجح أن يؤدي انتشار حاملات الطائرات الأمريكية والصواريخ إلى شن حرب، إلا أنها تخلق جواً مثيراً لا يفهمه السياسيون كما أنها تدفع لخروج الأحداث عن نطاق السيطرة.
وأضاف أن الفلسطينيين يهددون بإشعال انتفاضة ثانية إذا قررت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنكار حقهم بالاعتراف بدولتهم.
وختم بالقول إن ترامب قالها بشكل صريح إنه يريد التوصل إلى اتفاق جديد مع طهران وليس شن حرب عليها، الأمر الذي يؤيده نظيره الايراني حسن روحاني.
وننتقل إلى صحيفة الديلي تلغراف التي نشرت تقريراً لمراسها في الخرطوم رونالد أوليفانت تناول فيه كيفية طلب رئيس الوزراء السوداني حينها الصادق المهدي مساعدة بريطانيا لإعادة بناء الديمقراطية في السودان.
وقال كاتب التقرير إنه عندما اعتقل الرئيس السوداني عمر البشير ونقل إلى سجن كوبر في العاصمة السودانية الخرطوم الشهر الماضي، كان هناك رجل واحد يشعر بما كان يشعر به البشير حينها.
وأضاف أن المهدي، رئيس حزب الأمة القومي المعارض، الذي يعتبر آخر رئيس وزراء سوداني منتخب بشكل ديمقراطي لم يكن متعاطفاً مع ما حصل للبشير حينها، بحسب ما أكده للصحيفة.
وأكد المهدي في مقابلة للصحيفة أن لدى علمه بخبر عزل البشير ونقله للسجن، أنه شعر بفرحة غامرة، قائلاً "لقد عيشوني في الجحيم لنحو 30 عاماً، لذا شعرت بالراحة لدى مشاهدتي لرحيل النظام المتعطش للدماء.
وقال كاتب التقرير إن شعور المهدي مفهوم لأن خلال الفترة الثانية في منصبه كرئيس للوزراء اعتقل من منزله على أيدي مسلحين في الساعة الثانية في 2 أكتوبر/تشرين الأول في عام 1989، ليتبعها بعدها تهديدات بالتعذيب والنفي.
وأردف أن البشير يقبع اليوم في سجن كوبر بينما يجلس المهدي في فيلته في أم درمان، ثاني أكبر مدينة في السودان ويراقب بحماس الثورة الديمقراطية في البلاد التي غيرت السياسة في السودان، بحسب كاتب التقرير.
ونقل الكاتب عن المهدي قوله إن "تسليم البشير للمحكمة الجنائية الدولية سيكون الحل الأمثل حيث ستتوفر له محاكمة عادلة"، مضيفاً إن حصول الرئيس السوداني المعزول على محاكمة عادلة هنا، يترتب إجراء إصلاحات للنظام القضائي في البلاد، وهذا سيتطلب وقتاً طويلاً".
وختم بالقول "أعتقد أن السودان ستكون مثالاً يحتذى به في المنطقة، توليف للحداثة والهوية".